الحمد لله الذي وفقنا لقيام ليلة السابع والعشرين من رمضان والتي هي أرجى ما تكون ليلة القدر، ولكنها مع هذا ليست ليلة القدر على اليقين، فالظن بأنها هي ليلة القدر مما جعل الكثيرين وللأسف لا يصلون ولا يقومون إلا هذه الليلة!! وهذا من الخطأ الذي ينبغي أن يتداركه العبد المؤمن، فالليالي كلها شريفة في رمضان، والليالي العشر كلها كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يتفرغ فيها للعبادة والصلاة والدعاء والذكر، فلنجتهد فيما بقى من رمضان.
في ليلة السابع والعشرين نجد عشرات الألوف يصلون في المساجد، وفي الليلة التي تليها مباشرة لا يصلي ربما ثلث هذا العدد!! وكان ينبغي أن يجتهد المصلون أكثر كلما اقترب الشهر على نهايته، لأن الأعمال بالخواتيم، ولله عتقاء وذلك في كل ليلة، ولأن من علامة قبول العمل الاستمرار فيه.
هذا البكاء الذي ارتفع صوته في المساجد يجب أن يترجم إلى أعمال، هذا الخشوع الذي رأيناه في الوجوه يجب أن يغير مجرى حياتنا، فالذي يأكل الربا يجب أن يتوقف عن ذلك وإلا كانت توبته غير صادقة!! والذي لم يكن يصلي يجب أن يحافظ على الفرائض في أوقاتها وخشوعها كما فعل مع قيام الليل وهو نافلة، والذي كان يشرب الخمر يجب أن يتوقف، ومن له علاقات محرمة يجب أن يقطعها، وهكذا مع جميع الذنوب والمعاصي إن كان التائب صادقًا في توبته فليغير حياته وأعماله إلى الأحسن.
نصيحة إلى الأخوات اللواتي كن يصلين في المساجد صلاة التراويح وقيام الليل، وكن يلبسن اللباس المحتشم ويصلين بخشوع وتواضع لله جل وعلا، نصيحتي لهن أن يلتزمن بالحجاب والاحتشام في هذه الليالي، ولا يكن كالتي تحجبت وصلت ورفعت يديها لربها وهي باكية، تدعوه أن يغفر لها ذنوبها، ثم ما أن انتهى رمضان إلا ورمت حجابها وحياءها وراء ظهرها، تراها في أول أيام العيد، وقد لبست ما يخجل الكاتب عن وصفه، وتزينت أجمل زينة، وكشفت ما استطاعت من جسدها، وتبرجت تبرج الجاهلية الأولى!! ثم إذا اجتمعت في محافل مختلطة بين الرجال والنساء قالت وقيل لها (تقبل الله طاعتكم)!!
إن من علامات القبول الاستمرار في طاعة الله وعدم الرجوع للذنوب والمعاصي.
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من المقبولين وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله طاعتكم.
الكاتب: الشيخ: نبيل العوضي
المصدر: من كتيب رمضانيات مسلمة